• ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

القصر الكبير والمجهود الصغير

مصطفى مينغ

القصر الكبير والمجهود الصغير

ظَلَّ الصبرُ ماسكاً مدينة القصر الكبير لأجَلِ حُضُورُهُ حان، ليُعْلِنَ كان للقيمة مبدأ قد يُغَيِّرُهُ الزمان، لصالح مَنْ ارتبط بالمجْمَعِ كأصليين وسكان، وتلك سُنَّةُ الحياةِ لو فَكَّرَ مَنْ بأيديهم الحَلّ أو المراوغة حتى يشملهم الترحال إلى من تخيلوه الأحسن كمكان، الجميع شَهِدَ مع عروس" اللوكوس" الشيخ الوقور القصر الكبير أنّ المرحلة منذ خمسة عشر حولا لاستقرارها صان، بمفهوم الإدارة الترابية ليُزاح ذاك الاتهام المجاني عن تصرفاتها كحاضنة لمجتمع متحرك واعي مدرك لواجباته رغم ما عايشته معظم مكوناته الحية من حرمان، لا حقوق ولا حتى إصغاء لأذن صاحبها منصف ولما يُرْفَعُ إليه من تظلم يأخذه بأشد إمعان .

القصر الكبير مصيبته كامنة في المجلس البلدي الذي برهن عن فشله في تدبير الشأن العام المحلي وتخطى ذلك لما يتخبط فيه من مشاكل لا تزيد المدينة العريقة إلا تأزماً مضافاً لانحطاط لا تستحقه البتة وفي شتى المجالات خاصة ما تعرفه التجارة والتجار من فوضى التنظيم كأهم ميدان، المجلس البلدي بأغلبيته الهشة ما كان يوماً في مستوى تطلعات "القصريين" المنزَّهين عن العبث بالدليل والبرهان، لكنها ظروف ملعونة وضعته لتتوقف عنده تخطيطات مقصودة لتأخير موعد انطلاقة خير تعيد للتاريخ أدواته العلمية ليساير رحلة التوثيق الدقيق لما يبدعه الأهالي حينما تتأتى لهم الحرية المسؤولة في الاختيار أساس تقدم ما لهم من ديار على مقاس العدالة المنشودة المكتسبة لا الممنوحة كمنة أو صدقة بها كلّ "قصريِّ" يُهان، المجلس البلدي تحول لثرثرة بعدها لا شيء نرى، وسيبقى الأكثر عرقلة لمسيرة النماء الحق مهما عَمَّرَ، ما دامت عناصره القيادية لا هم لها إلا التفكير في الاستحقاقات الانتخابية أما الباقي تَطوَّرَ أو تَدَمَّر، لا شيء يعنيه ما دامت بين أيديها ما اصطُلح على تسميته "بالدجاجة المحمرة".

... المجهود المبذول من طرف رئيس دائرة القصر الكبير، تقبلناه بإعجاب، ما دام يُترجم ما طالبنا به السلطات المحلية قبل الإقليمية، لتتحرك قبل فوات الأوان، لنشر هبة الدولة في طرقات وأزقة المدينة وما يترتب على ذلك من تنظيم يحكمه القانون، ولا يسيطر على مناهله (في فوضى عارمة) صيادو الأصوات، ساعة الانتخابات، أفراداً بعينهم، من مجلس بلدي ما حصدت مدينة القصر الكبير بتواجدهم غير الشوك، مجهود ذكَّرنا أنّ الدولة معنا حين نمر فوق أرصفة تمنحنا في المشي حقوقاً، وتضمنُ لنا عدم التعرض للأذى، وتعطينا الاطمئنان أنّ ما شيّد بعرق دافعي الضرائب منا مسخر لنا عن طيب خاطر، وهذا شيء رائع نصفق له بحرارة وللساهر على جعله حقيقة لا حلماً السيد رئيس دائرة القصر الكبير، الذي خاطبناه في عين المكان بما يؤكد تضامننا المطلق مع ما يؤديه من واجب تعود به مدينة القصر الكبير إلى الاحترام الذي كانت تتمتع به على امتداد عصور، والكلّ مسجل في بطون أهم الأسفار، وليست ادعاءات للتفاخر المزيف وحسب، شكرناه عن حسن نية وأبلغناه متمنياتنا أن تُجرى عمليات التطهير شاملة الكلّ دون انحياز أو القفز على المقربين من المجلس البلدي، تلك الأقلية المتمتعة بما يُحَرِّمُهُ استغلال الملك العمومي، كأن القانون مطبق على أغلبية صابرة متجلدة صامدة منتظرة تدخُّل دولة الحقّ والقانون، وما يعدّون على أصابع اليدين، المكلفون مع كلّ حملة انتخابية بالتطبيل والتزمير لزمرة لن تستقر بها أمور العامة ولن يتحقق معها أي إحساس بالعدالة العادلة.

ارسال التعليق

Top